لآ أبدو بصورة جيّدة وكاملة وكما كان يتمنّى والديّ ، ولكنّي بدأت تدريجيًا باستعادة روحي وكما كانت منذ السنتين الماضية .
فيما بدأت بالعودة كما كُنت ، بدأت جدّتي تُحبني من جديد ، نأكل وننام ونتحدّث كثيرًا . أُراقب تحسُّن صِحيتها يوميًا وعلى مَهل وكما كنت أفعل في السابق .
ينتهي يومنا بركعات الليل الطويلة ونستقبل خيوط الشمس الأولى ونحن معًا في اللحظة ذاتها ، ونبدأ الحديث عن نومنا الهانئ أو الكابوس الطارئ نفسِّرُ الأمر ونستعيذ بالله من أن يتكرر ، نُقرر الخطوة التالية ونقوم بتنفيذها معًا .
تدور الأيام السعيدة والتعيسة بلحظات متساوية ، أشدّ من أزرِها وتمسَح دمعتي حين ضعفي .
تتلوّن الأيام تارةً تدعو الله أن ترى أبنائي ومن سيكون والدهم ، وتارةً أبكي وادعوا الله ان لا أرى يومها الأخير .
تنضَج روحي وتتسم بالهدوء تدريجيًا ، الطفلة التي عاشت الكهولة .