الجمعة، 29 نوفمبر 2013

السعادة !

 ونلتقي بالاشياء الجميلة حينما لا نبحث عنها 
ولا ننتظرها وربما لا نريدها  
وبينما نحن نسير تُدآهمنا السعآدة ، نرفضها كثيرًا ، ونستمر في رفضها طويلًا ، 
الا انها تُغرينآ بها ، وترينآ جزءًا من المستقبل السعيد ، ان نحن استقبلناها .! 
نبتسم ، تُغرينا كثيرًا وكثيرًا جدًا ، نبدأ بترتيب اولوياتِنآ من جديد 
لِـ نضعهآ في مُقدمة كل شيء ، وقبل اي شيء ! 
نعود للتخطيط من جديد ، نُعيد رسم خططنا وافكارنا . 
نعبثُ بكل شيءٍ من اجلها ، نُغير من انفُسِنآ لنحضى بشرف ملآئمتهآ . 
باختصار شديد ، نقوم بإفسآد تلك الاشياء التي تعبنآ كثيرًا من اجل ان تكون صالحة ! 
فقط ليكون استقبال السعادة ، استقبالاً مُشرفًا .
 نطمحُ كثيرًا لاستقبال يليقُ بِـ مقآم الاشياء - حتى وان كان على حساب إعتيآدِنآ - 
لاننا نخاف ان تضجر ، وتعودُ الى حتفِها ! 
نتعبُ كثيرًا في التجهيز للاستقبال فقط. 
وقد نظطر احيانًا لإلغآءِ اجزآءٍ من شخصياتنا ، وربمآ وأد القليل من اخلآقيآتنا  ! 
كل ذلك لرغبتنا الشديدة ان نكون مثاليين امامها ! 
وفي احيآنًا كثيرة ايضًا ، نعتقدُ باننا مُجبرين على التخلي عن بعضهم 
ممن أسدو الينا الكثير من الفرح سابقًا ، نعتقدُ باننا لن نكونَ بحآجةٍ لهم ، ان اُعجبت السعآدة 
باستقبآلنا الفخم لها ! 
تظهرُ انآنيتُنآ جليةً حينمآ يتعلقُ الأمرُ بالاشياء الجميلة التي سأتي لنا ! 
- وبينمآ نحنُ نظن تمآمًا اننا نظهرُ بالشكل الكآمل امام الوآفدين الجدد 
نكونُ في الحقيقة في غآية بشاعتنا ، يكونُ القُبح هو سيدُ الموقف ! 
تُسيطر البشاعة على وجوهنا وآحآديثنآ ، نبدو مُقززين جدًا ، بشكل يدعو لإفرآغ المعدة احيانًا ! 
- وحتى النوم سيدُ الرآحة الموقر ، الذي يحترمهُ الجميع ، حينمآ ننتظرُ تلك السعآدة المشؤومة 
غالبًا مانخونه !! 
لآ  شيءَ يُجبرنآ على ذلك ، ولكننا نظنُ اننا لن نحتآجَ اليه ان اُعجبت بنا السعادة !
لذآ نخونهُ بقسوة ، ونطرُدُهُ بطريقة مُقرفة وامام الجميع كلما طرقَ البآب مُستأذنًا !! 
نترُك كل الاشيآء لتذبل ، وتُقهر ، وتبدأ بالتلآشي ، لمجرد اننا ننتظرُ وآفدًا جديدًا !! 
وحينمآ يأتي الوآفد ، حينمآ يبدأ الاستقبال الكبير المُنتظر ! 
حينمآ يأتي وقتُ المظآهر المثآلي ، وتدخلُ السعآدة المُنتظرة !!! 
نصلُ الى السمآء السآبعة ، نفرحُ بها جدًا جدًا ، تُملئ عيوننا بها 
تتخبطُ نبضآتنا ، تُعمى بصاآئرنا عمآ سوآها ، وربما عنها ايضًا ! 
من شدة فرحتنا بها ، ننسى انْ نُريها تجهيزنا ! 
لا نجدُ مُتسعًا من الوقت لنُحدثهآ عن ما فعلنآهُ لاجلها ! 
نُشغلُ بالرقص والطرب احتفآءً بها ! 
تتخبطُ الاشياآء ، وتضيعُ اورآق الحوآر الذي اخذَ الكثير من وقتنا ، لنكتبه لاجلها ! 
- وللأسف تظهرُ وبوضوح بشآعةُ مثآليتنآ الزآئفة !!
تُثآرُ الفوضى في المگآن ، ويُثآر القرفُ في نفس السعآدة ! 
فتلملم اطرآفهآ ، وتخرجُ دونَ ودآعٍ حتى !! 
- وقتَ رحيلها ، نحنُ لا ننتبه ، نكونُ مشغولينَ جدًا بمحآولات اظهار الفرح المظهري !! 
نكونُ مشغولينَ بالمحآفظة على زيفِ شخصيآتِنآ !! 
ننتبهُ فقط حينما تصلُ السعآدة الى الشمس ، حينما تصلُ الى البعيد الذي لا عودة منه ! 
- ننتبه حينمآ يفوتُ اوآن كل الاشيآء ، ترحلُ السعآدة 
وينتقمُ النوم ، ويُقسمُ الاصدقآء على الرحيل 
وحتى شخصيآتُنآ ، واشيآئُنآ الصالحة ، وانفسنا التي كان يُحبها الجميع ،! 
كلُ الاشيآء تضربُ بيدٍ من حديد ، وتنتقمُ في اللحظةِ ذآتهآ ! 
لننهي اخيرًا استقبال الانتقآمآت ، ونحنُ اجسآد ، خآوية ، لآ فآئدة منها !! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق